اعجاز عين الانسان
قال الله (أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ ) قال المفسرون : وعجائب هذه الأعضاء مذكورة في كتب التشريح ،
من حيث دقة التركيب والعمل ووظائف مكوناتها وتكاملها .
وخلق العينين ونعمة البصر ، من أعظم أسرار قدرة الله تعالى ، فهي مع صغرها بالنسبة لكل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه السماوات والأرضون والبحار وكل الكائنات، ومن خلال العينين يحصل الإنسان على معظم معلوماته، ويكتسب معظم خبراته عن العالم المحيط به.
وقد جعل الله لها تجويفين في مقدمة جمجمة الرأس .
تكوين عين الانسان :
تتكون عين الإنسان من ثلاثة طبقات رئيسية :
الأولى : الصلبة ،
وهي الطبقة الخارجية ، مثل القشرة حول البيضة ، لتعطيها الشكل، وهي الجزء الأبيض من العين ،
و تتكون من نسيج ضام، يحمي العين وهي غنية بالأوعية الدموية.
والجزء الأمامي من هذه الطبقة شفاف هو القرنية،
والقرنية لا تحتوي على الأوعية الدموية، فتأخذ ما تحتاج إليه من غذاء واوكسجين من الخلط المائي الذي يفرز من الجسم الهدبي.
و الملتحمة (Conjunctiva) وهي طبقة رفيعة شفافة من الأنسجة تغطي معظم بياض العين، وتمنع تواجد أي جسم غريب بما في ذلك البكتيريا خلف العين، وتحتوي على أوعية دموية يمكن رؤيتها على الخلفية البيضاء للصلبة.
عضلات خارج المقلة: تربط 6 عضلات خارج المقلة بكل عين لتحريكها .
والطبقة الثانية ،المشيمية:
( Choroid) وهي الطبقة المتوسطة توجد بين الشبكية والصلبة، تتكون من أنسجة تساعد في تغذية الشبكية، وغالباً ما تتكون من الأوعية الدموية.
والطبقة الثالثة ، الشبكية :
الشبكية هي الطبقة الداخلية للعين ، وتتصف بكونها رقيقة لا يتعدى سمكها سمك ورقة كتاب وتحتوي على عشر طبقات مكونة من الخلايا العصبية والألياف العصبية وخلايا المستقبلات الضوئية ونسيج داعم. تعمل الشبكية بما فيها من مستقبلات ضوئية وهي خلايا نبوتية وخلايا مخروطية، على تحويل الأشعة الضوئية إلى نبضات عصبية (كهروكيميائية) يتم نقلها عبر العصب البصري إلى مراكز الدماغ العليا لمعاملتها وتكوين صورة للأشياء المرئية.
حركة عين الانسان :
توجد ستة عضلات خارجية لكل عين، تربط كرة العين بالجمجمة ببياض العين ، ووظيفة تلك العضلات تحريك العين في جميع الاتجاهات، إلى اليسار أو اليمين أو إلى أعلى أو أسفل أو في شكل دائري.
وحركة العينينِ سريعة متوافقة مع بعضها البعض،
وإذا اختلفت إحداهما عن الأخرى تحدث الازدواجية في الرؤية ، حيث جعلت الحركة لكل عين بتوازن دقيق يمنع تداخل حركة العينين وبالتالي يرى الشخص صورة واحدة.
غرف عين الانسان :
يوجد نوعان من الغرف :
الغرف الأمامية
تتمثل في المكان المملوء بالسوائل التي تعرف الخلط المائي (Aqueous Humor) خلف القرنية مباشرة وأمام القزحية، ويغذي القرنية والعدسة.
زاوية الغرفة الأمامية والشبكة التربيقية: يقعان حيث تلتقي القرنية بالقزحية، ويصرف الخلط المائي من خلال الشبكة التربيقية ، فعندما لا يصرف الخلط المائي بشكل صحيح، يزيد الضغط داخل العين، مما يؤدي إلى تلف العصب البصري، وفقدان البصر في النهاية، وهي حالة طبية تسمى الجلوكوما.
الغرفة الخلفية
تعد الغرفة الخلفية (Posterior Chamber) المساحة المملوءة بالخلط المائي خلف القزحية مباشرة وأمام العدسة ، لتغذية القرنية والعدسة، ومن الجدير بالذكر أن التجويف الزجاجي يوجد خلف العدسة وأمام الشبكية، وهو مملوء بالسائل الزجاجي الذي يشبه الهلام، ويساعد في الحفاظ على شكل العين.
أجزاء أخرى من مكونات عين الانسان :
الغدد الدمعية :
توجد أسفل الجزء الخارجي من الجفن العلوي، وهي المسؤولة عن إنتاج الدموع، التي تساعد على ترطيب العين، وترد أي جسم غريب يمكن أن يدخل عين الإنسان، وتصرف الدموع من خلال القناة الأنفية الدمعية التي توجد في الزاوية الداخلية من العين.
الجفون:
تحمي العين من دخول أي مادة غريبة مثل الأتربة، وكذلك الضوء الساطع الذي يمكن أن يضر العين، وتساعد في نشر الدموع على سطح العين عندما الرمش؛ للمحافظة على رطوبتها.
الرموش:
تساعد الرموش على عدم دخول أي جسم غريب إلى العين
كيفية رؤية عين الانسان :
نرى الأشياء في صورة معتدلة ، ولكن في الحقيقة تكوّن العدسة صورة مصغرة مقلوبة على البقعة الحساسة من الشبكية ، وتترجم تلك الصورة بألوانها في الشبكية إلى إشارات كهروكيميائية تنتقل عن طريق عصب العين إلى الدماغ لمعاملتها ، ترى كل عين من العينين صورة للشيء ويقوم الدماغ بدمج الصورتين فنرى صورة مجسمة للشيء.
وتتم رؤية الألوان بواسطة نوع معين من الخلايا الحساسة لألوان الضوء، وهي خلايا مخروطية ، وترى العين ثلاثة انواع فقط من الألوان ،
فنوع من تلك الخلايا المخروطية يرى اللون الأحمر، ونوع يرى اللون الأزرق ونوع ثالث يرى اللون الأخضر.
وهذا كافيا للعين أن تميز جميع الألوان التي نراها للأشياء .
اعجاز بصمة عين الانسان :
من المعروف لدى الجميع أن لكل إنسان بصمة للإصبع يتميز بها، ولا تتكرر في غيره في مليارات،
ثم بعد بعد بصمة أصابع اليد، اكتشف العلماء بصمة الصوت، وثبت أيضًا أنها لا تتكرر ، بإعجاز إلهي، من شخص لآخر، وهذا ما تستخدمه البنوك عند فتح خزينة لشخص معين.
أما أحدث بصمة للإنسان توصَّل إليها العلماء، فهي بصمة العين، فقد ثبت أنه لا توجد بصمة للعين تضاهي الأخرى، ومن الإعجاز الالهي كذلك أن بصمة العين اليمنى تختلف عن بصمة العين اليسرى للشخص الواحد.
وقد وجدوا أن لكلّ عينٍ بصمة أمامية وأخرى خلفية، وبهما تحدد هوِية الشخص، ويستحيل التزوير في شخصيته، وبصمة العينِ موجودة في شبكية العين،
وقد وجد العلماء أن ألياف العين، تتكون بشكلها النهائي في الجنين وهو في بطن أمه، ولا تتغير أبدا بعد ولادته، وبهذا أصبحَ بصمة العين دليلًا قاطعًا لتحديد صاحبها.